الثورة الصناعية الرابعة: المستقبل بدأ بالفعل !


الحمد لله هذا أول مقال أكتبه بعد إنقطاع طويل عن التدوين وبعد تغير إهتماماتي من خلال دراستي الجامعية من عالم الويب إلى عالم الصناعة  وتطوري في اللغة الألمانية قمت بترجمة هذا المقال للغة العربية نتمنى أن يلقى إعجابكم.



ما الذي يجب عليك معرفته حول التصنيع في المستقبل ؟
ربط الإنسان والآلة والأشياء مع بعضهم البعض, سيؤدي إلى طرق تصنيع جديدة هذه بالفعل النظرة المستقبلية للصناعة في المستقبل.

في ألمانيا يعمل رجال الصناعة والباحثون والسياسيون مع بعضهم البعض لتحقيق هذه الرؤية الجديدة للصناعة المستقبلية. لكن ما الذي يعنيه بالفعل هذا المصطلح الثورة الصناعية الرابعة Industry 4.0.

لماذا هذا الاسم الثورة الصناعية الرابعة Industry 4.0  ؟
الثورة الصناعية الأولى Industry 1.0   كانت عن طريق استخدام الآلات البخارية وميكنة العمل اليدوي في القرن الثامن عشر.
الثورة الصناعية الثانية Industry 2.0  تطورت  المصانع وأصبح الإنتاج بكميات كبيرة ممكن وأصبح هناك خطوط تجميع كل هذا بمساعدة الكهرباء وكانت في بدايات القرن العشرين.
الثورة الصناعية الثالثة Industry 3.0  باستخدام الإلكترونيات والبرامج الحاسوبية لأتمتة عمليات الإنتاج وكانت في بداية سبعينيات القرن العشرين.
الآن تنمو في عالم الصناعة والتكنولوجيا نزعة جديدة وهي الخلط بين العالمين الافتراضي والواقعي  عن طريق دمج انترنت الأشياء و Cyber Physical Systems  وبعد بحث لم أجد من حاول تعريب هذا المصطلح ويمكن هنا أن نقول أنه يعني الأنظمة ذاتية التواصل  أي بدون تدخل الإنسان , وهذه هي الثورة الصناعية الرابعة أو Industry 4.0

من البيانات الضخمةBig Data  إلى البيانات الذكية Smart Data
الإستخدام المتزايد للكتنولوجيا الرقمية والشبكات أدى إلى تغير كامل في سلسلة الإنتاج .فقد بلغ في حجم البيانات في العالم سنة 2005  حوالي 130 إكسابايت , في 2012 كان 462 إكسابايت . ويتوقع الخبراء أن يكون حجم البيانات المتداولة في العالم حوالي 14.996 إكسابايت أي حوالي 15 بليون جيجا بايت . ليستطيع الإنسان التحكم واستخدام الكم الكبير من البيانات المتوفر يجب عليه أولا أن يفهمها ,هذا يعني أنه يجب أن يتوفر على دراية كافية , كيف تعمل الأجهزة وبأي طرق حساب يمكن للإنسان أن يصل للمعلومة الحقيقية المفيدة.

مستقبل سوق الثورة الصناعية 4 :
يقدر خبراء بأن حجم إنفاق السوق العالمي في أنظمة الأتمتة الصناعية بين سنتي 2008 و 2013 يتراوح بين  160 إلى 195 مليار أورو .ووحدها الصناعة الألمانية ستسثمر في تقنيات الثورة الرابعة حوالي 40 مليار أورو حتى سنة 2020.
تبلغ في ألمانيا نسبة الصناعة من إجمالي الناتج الاقتصادي أكثر من الضعف مما هو عليه في بريطانيا أو فرنسا وحتى في الولايات المتحدة.وما يقال عادة عن المبالغ الطالة التي تستثمرها الحكومة الألمانية في رقمنة الصناعة أن الرقمنة وحدها هي من ستحكم على نجاح أو فشل الإقتصاد الألماني. ويرد الساسة الألمان على ذلك بقولهم : من لا يترقمن يخسر. ومن الواضح أننا لن ننتظر كثيرا لنعرف هل سينجح الإقتصاد الألماني أم سيفشل ؟ !

الإنتاج سيكون سريعا , مرنا وفعالا  
في قطار الثورة الصناعية الرابعة يمكن لملايين الآلات والمجسمات والأجهزة أن تتحاور فيما بينها وتتبادل البيانات بدون تدخل الإنسان وهذا ما يمثله المصلطح Cyber Physical Systems  أو كما قمنا بتعريبه أنظمة ذاتية التواصل.وبهذا يمكن للشركات ألا تجعل منتجاتها أكثر فعالية فقط وإنما أكثر ملائمة لاحتياجات السوق. هنري فورد 1908 يقول : يمكن لكل عميل أن يحصل على سيارة باللون المفضل الذي يريده مادام لونه المفضل هو الأسود. في أيامنا هذه يمكن للزبون أن يحصل على أي لون يريده
المصانع سوف تنظم نفسها
سوف تمكن الثورة الصناعية الرابعة من دمج تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتصنيع وبذلك ستتطور استقلالية وسائل الإنتاج أكثر فأكثر ,كيف ستكون المصانع في المستقبل بالتفصيل ؟ لا أحد اليوم يعلم ذلك . لكن السيناريو المحتمل يقول : أن الماكينات سوف تنظم بعضها البعض عن طريق Cyber Physical System   الأنظمة ذاتية التحكم , سلاسل التموين سوف تُنظم أوتوماتيكيا وتقدم للمصانع أوامر الإنتاج بدون تدخل الإنسان
مع ذلك سيبقى الإنسان كمبدع ومفكر هو العنصر الأساسي في مصانع المستقبل و مع ذكائه سيعلم الماكينات ما يجب عليها فعله عن طريق برامج تدمج في الماكينات.
مصانع المستقبل موجودة بالفعل
تقنيات الواقع الإفتراضي ,الطابعات ثلاثية الأبعاد و الروبوتات الرشيقة هي ركائز الثورة الصناعية الرابعة وهي بالفعل حقيقة في أيامنا هذه ويعتبر مركز Siemens  في منطقة بافاريا في ألمانيا من أكثر المصانع المتطورة في العالم , يمكن للزائر أن يرى بالفعل كيف تتواصل الماكينات والمنتجات مع بعضها البعض ,المنتج يتحكم ذاتيا في طريقة صناعته وكانت نتيجة التطور في هذا المصنع أن الانتاج تضاعف ثمانية مرات خلال العشرين سنة الماضة مع تغير قليل جدا في عدد العمال.
اليوم الإنسان والآلة أكثر فعالية ثمانية مرات مما كان عليه الحال قبل عشرون سنة.




تعليقات